ربما يكون رحيل اللاعب الاسباني الدولي فيرناندو توريس إلى صفوف ليفربول الانجليزي لكرة القدم أمرا صعبا على جماهير أتليتكو مدريد لكنه ليس صدمة لهذه الجماهير التي توقعت رحيله قبل ذلك بكثير بل إنها تشعر بالدهشة لاستمراره مع الفريق حتى الان.
ويمثل رحيل توريس إلى ليفربول نهاية لعصر كامل في نادي أتليتكو مدريد يمكن أن يطلق عليه "عصر توريس" ويمتد هذا العصر من عام 2001 إلى 2007 والذي سيظل خالدا في سجلات النادي الاسباني بفضل نجاح هذا المهاجم الذكي في إحداث طفرة في آمال النادي وكذلك القضاء على كبواته على مدار السنوات السبع التي شارك فيها مع الفريق.
ويستعد توريس /23 عاما/ للانتقال إلى ليفربول في صفقة تبلغ قيمتها نحو 32 مليون يورو بالاضافة إلى انتقال مواطنه لويس جارسيا من ليفربول إلى أتليتكو كجزء من الصفقة.
وذكرت صحيفة "ماركا" الاسبانية الرياضية على موقعها بالانترنت أمس الاثنين أن رحيل توريس "وشيك الحدوث".
ولن يكون رحيل اللاعب صدمة لأتليتكو بل على العكس يشعر الكثيرون بالدهشة لعدم رحيله سابقا في ظل خيبة الامل التي يعاني منها بسبب اللعب في هذا الفريق إلى جوار عدد من اللاعبين أصحاب المستوى المتوسط.
ومع نهاية كل موسم من المواسم القليلة الماضية وبدء فترة الانتقالات الصيفية تنتشر الشائعات حول انتقاله لأحد الاندية الكبيرة في أوروبا.
وقد يكون أحد العوامل التي حسمت قرار رحيله الان هو أنه يدرك تماما أنه أنه سيشارك مع الفريق في بطولة كأس إنترتوتو بعد أقل من أسبوعين إذا لم يرحل الان.
وولد توريس في عائلة عاشقة لاتليتكو مدريد وذلك في 20 آذار/مارس 1984 والتحق بقطاع الناشئين في النادي وهو لا يزال في العاشرة من عمره وسرعان ما جذب إليه الانظار بفضل سرعته وذكائه وقدراته على إنهاء الهجمات بشكل رائع.
وحطم توريس جميع الارقام القياسية في تسجيل الاهداف بالنسبة لفريق الشباب بالنادي ليدفع مسئولي النادي إلى ضمه لصفوف الفريق الاول في عام 2001 عندما كان الفريق في دوري الدرجة الثانية.
وساعد توريس فريقه في الموسم التالي مباشرة للصعود على دوري الدرجة الاولى ونجح منذ ذلك الحين في تسجيل 82 هدفا للفريق ساهمت في وضعه ضمن أندية المقدمة بالدوري الاسباني منذ عام 2002 .
وحمل توريس شارة قائد الفريق في الموسمين الماضيين وحاول دائما (دون جدوى) أن يحفز اللاعبين الاجانب المنضمين للفريق لمحاولة بذل مزيد من الجهد من أجل المنافسة على الالقاب.
وشارك توريس للمرة الاولى مع المنتخب الاسباني في عام 2004 وسجل للفريق ثلاثة أهداف في نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا ليصبح انتقاله من أتليتكو مسألة وقت فقط بعدما جذب الانظار بشدة إليه في كأس العالم.